الثلاثاء، 7 يونيو 2011

هل نستطيع ان نتقن ترجمة النصوص الادبية؟


يختلف النص الادبي عن باقي اجناس النصوص بكونه مرتبطا بمدى الحس الابداعي لمؤلفه. للنص الادبي نوعان اما شعرا او نثرا. اما الشعر فمعروف ومتداول منه العمودي وهو ما تألف من صدر وعجز ومنه الحر وهو ما تشكل في اسطر الواحد تلو الاخر وهو الشكل الحديث للشعر. يشتمل النثر على القصة القصيرة والرواية والمسرحية. ما يخصنا في كل هذا هو هل نستطيع المحافظة على ابداع النص الادبي عند ترجمته من لغة الى اخرى؟ في واقع الحال ان لكل شعب في العالم ارثه الادبي الذي يختلف بطريقة او بأخرى عن اداب الشعوب الاخرى. فأذا ما عدنا الى الامور التي يجب مراعاتها في الترجمة نجد ان اهمها هي الاختلافات الثقافية فما يمكن ان يمثل امة قد يسيء الى أخرى. ما احاول قوله هو اولا وقبل كل شيء يجب ان يكون المترجم واعيا بكل ما يرتبط بثقافة من يخاطب في ترجمته.

ان اختيار النصوص الادبية لغرض ترجمتها يجب ان يكون مبنيا على اساس قدرة المترجم على نقل ابداع المؤلف من اللغة الاصل الى اللغة الهدف. بالتأكيد فأن الاحتراف في ممارسة مهنة ما يتطلب تدريبا مسبقا ابتداءا بالاشياء البسيطة صعودا الى الاشياء الاصعب فالاصعب. نفس الشيء يمكن ان يقال عن الترجمة فلانستطيع ان نقول ان هناك مترجما محترفا بدون ممارسة, الا ان هناك استثناء وهو ان المترجم قد يكون احيانا كاتبا للقصة القصيرة او الرواية ا وان يكون شاعرا حتى فالمقياس سيختلف بالفعل فيما يخص جودة الترجمة فالمترجم الشاعر على سبيل المثال بأمكانه ان يترجم قصيدة مثلا وان كانت بتصرف أو بقافية جديدة مثلا قد يضفي على الترجمة شكلا اخر فيما لو قورنت بأخرى قام بترجمتها مترجم اخر ليس شاعرا.

لكن السؤال هو هل ان الممارسة كفيلة بتطوير مهاراتنا في ترجمة النصوص الادبية؟ حتما ان الممارسة ستكون مفيدة لكنها ستفتقر الى التوجيه وهو ما يخص دور من يشرف على تدريب المترجم ولنقل استاذا على سبيل المثال, فلا نستطيع ان نتجاوز دور الاستاذ في توجيه المترجم الطالب لأختيار مايستطيع الطالب ان يترجمه بالأضافة الى مايستفيد الطالب من ترجمته فأن اختيار النصوص الادبية يجب ان يشتمل على القديم والحديث لأن اللغة في تطور مستمر, فلنأخذ مثلا نصوص شكسبير نجدها نصوص كتبت بلغة انكليزية قديمة واننا نجد كلمات غير مستخدمة في الوقت الحالي. فيما يخص طريقة الترجمة فأن كل ماذكرت يجب ان يتم في اطار الترجمة الحرة او المعنوية اما الترجمة الحرفية أي كلمة بكلمة فلا تحبذ كطريقة لنقل نص ابداعي من لغة الى اخرى.

الأحد، 22 مايو 2011

"تدريس الترجمة"

بقلم زينب عماد التميمي
طالبة ماجستير في قسم الترجمة\كلية الآداب\جامعة البصرة
  إن احد المتطلبات الأساسية لتدريس الترجمة هي إن يكون الأستاذ على دراية بالمعلومات التي يمتلكها الطلبة قبل البدء بالتدريس. إن هذا يتم عن طريق عدد من الأسئلة التي يوجهها الأستاذ للطلبة, يلي ذلك المباشرة بإعطاء الدروس التي توجه الطلبة إلى الطرق والمبادئ الأساسية للترجمة فالجانب النظري أمر ضروري لدارسي الترجمة. ان توجيه اهتمام الطلبة إلى الجانب النظري يجب إن لا يأخذ الطالب بعيدا عن الجانب العملي للترجمة فكلاهما مكمل للأخر. إن الشيء الأساسي لتدريس كيفية تطبيق مبادئ الترجمة على نصوص يقوم الطالب بترجمتها ثم كيفية تقييم ترجماتهم عن طريق مناقشتها في الصف.
  مما لا شك فيه إن النصوص المعطاة للطلبة لغرض ترجمتها يجب أن تكون أصلية و موثقة مع مراعاة نوع النص ودرجة صعوبته. إذا كان هدف الفصل الدراسي هو تطوير مهارات طلاب الترجمة, فأن من الضروري التدرج فيما يقدم من مواد حسب صعوبتها وتقديمها من الأسهل إلى الأصعب واعني بذلك نوع النص, فللنصوص كما نعلم أنواع: العلمية والأدبية والإعلامية والقانونية والتجارية. لكل من هذه النصوص طريقة خاصة لترجمتها, فالنصوص الأدبية تتطلب مهارة لنقل شكل ومعنى النص الأصلي, والنصوص العلمية تتطلب معرفة جيدة بالمصطلحات العلمية, الطبية منها والهندسية على سبيل المثال.
  إضافة إلى ما سبق يجب أن تكون للطالب القدرة على تقييم ترجمته. يتأتى ذلك للطالب عن طريق تعريفه بطرق نقد وتقييم الترجمة المشار إليها في كتب نقد الترجمة الرائد منها عمل كاثرينا ريس Katharina Reissحول "تقييم جودة الترجمة"”Translation Quality Assessment” . إن مناقشة ترجمات الطلبة في الصف تساعد على تفاعلهم بايجابية مع الأخطاء التي يقعون فيها لتفادي تكرارها والاستفادة من هذه التجارب لتطوير قابليتهم كمترجمين.

مقرر طرائق تدريس الترجمة بأشراف الاستاذ الدكتور كاظم العلي


"الحاجة إلى التقنيات الحديثة لتدريس الترجمة"

بقلم زينب عماد التميمي
طالبة ماجستير في قسم الترجمة\كلية الآداب\جامعة البصرة
  لا نستطيع أن ننكر دور التقنية الحديثة ولنذكر الانترنت على سبيل المثال في تطوير مجالات كثيرة والتعليم أحدها, حيث إن الشبكة العنكبوتية توفر أعداداً لا تحصى من المصادر المفيدة للطالب والأستاذ معا.إلى جانب ذلك انتشار الحوسبة كطريقة مساعدة للأستاذ في شرح المحاضرات باستخدام طريقة الشرائح المعروضة باستخدام (Power Point) الباور بوينت التي توفر على الأستاذ الكثير من الوقت والجهد في سبيل الإيضاح.
  لكن السؤال هو التالي: كيف نستطيع أن نوظف هذه التقنيات من أجل تدريس الترجمة ؟ إن هذا السؤال لا يخص من يقوم بتدريس الترجمة فقط ولكن الطالب المترجم أيضا فيجب أن يكون كلاهما على دراية عن كيفية استخدام الحواسيب والانترنت لكن هذا ليس كافيا بالفعل لكن واقع الحال يجبرنا أحيانا أن نكتفي بالقليل.إن ضرورة تواصل الأستاذ مع الطالب وجهاً لوجه أو عن طريق التواصل الالكتروني أو أي وسيلة أخرى ضروري لتبادل الأفكار والآراء.فإن دور الأستاذ لا يقتصر على ما أعتدنا عليه وهو الدور التقليدي في إعطاء المحاضرة فقط ولكن الغرض الأخر ضروري أيضا وهو تواصل الأستاذ والطالب من اجل العمل على تطوير ما يتم تدريسه بالإضافة إلى الكيفية التي يتم التدريس بواسطتها.
  لا نستطيع أن ننكر إن لهذه التقنيات ميزات سلبية وأخرى ايجابية, فكما ذكرت أنفا إنها احد طرق التواصل الفعال بين الأستاذ والطالب. لكن من مزاياها السلبية على سبيل المثال هو تعذر استخدامها بصورة واسعة فهي إن وجدت فاستخدامها يكون على نطاق محدود وأعني بذلك الدول المتقدمة التي تستخدم التكنولوجيا في كل مرافق الحياة وان وجودها شيء مفروغ منه في تلك الدول. أما في دول العالم الثالث فأن استخدام هذه التقنيات يحتاج إلى رؤوس أموال طائلة لا تستطيع ميزانيات هذه الدول توفيرها, بالإضافة إلى توظيف المهارات البشرية المدربة لهذا الغرض. إن استخدام "التقنيات الحديثة" للتدريس في العراق مثلا يحتاج إلى تسونامي لجرف الأفكار والطرق الهزيلة للتدريس, أما عن قلة رؤوس الأموال فهذا الحديث لا اقصد به العراق أبدا!!  

مقرر طرائق تدريس الترجمة بأشراف الاستاذ الدكتور كاظم العلي

ـ تــدريــب الــمـتـرجـم : قـبـل تـخـرجـه أم بـعـده ؟ـ

          بقلم زينب عماد التميمي
طالبة ماجستير في قسم الترجمة\كلية الآداب\جامعة البصرة

  في كل درس يتلقاه الطلبة -بغض النظر عن موضوع ذلك الدرس- فان ما تلقاه أولئك الطلبة لا يبقى راسخا في ذاكرتهم إلا إذا قاموا بأداء بعض التدريبات حول ذلك الموضوع أو الاكتفاء بمثال على الأقل من أجل التوضيح.
  إن واقع حال المترجم المتخرج من قسم الترجمة في جامعة البصرة لا يرقى إلى المستوى المطلوب-وهذا لا يشمل الجميع بالتأكيد- فإذا تطلب الأمر مثلاً أن نقوم باختبار ذلك المتخرج على أساس قدرته على الترجمة الشفوية أو المكتوبة فإننا سوف لن نحصل على نسبة مقنعة في كلا النوعين فإن الطالب المترجم الذي يفضل الترجمة الشفوية بأنواعها (التعاقبية والفورية والبصرية) لا يستطيع أن يتلقى التدريب المثالي لمثل هذا النوع من الترجمات لذلك الأفضلية ستكون للترجمة المكتوبة, والأخيرة ليست بأفضل حالاً من الأولى, ففي الواقع فإن جزءً من الطلبة يتذمرون من المادة النظرية المرفقة مع المواد التطبيقية كالترجمة من العربية إلى الانكليزية مثلاً فإن هذا النوع من وجهة نظري أصعب من الترجمة من الانكليزية إلى العربية.إن المادة النظرية مطلوبة ففي كل مادة علمية جانب عملي وآخر نظري.وأعتقد والله أعلم إن تذمر الطلبة من المواد النظرية هو صعوبة لغتها وكثرتها.
  أما عن صعوبة المادة فإن للأساتذة تبرير منطقي هو أن الطالب وظيفته الدراسة ليس إلا وللطلبة تبرير يعتبرونه منطقياً هو أنهم لا يزالون طلبة بكالوريوس وإن هذه المواد النظرية سهلة بالنسبة للأستاذ فقط وإن وجودها وعدمه غير مفيد لهم.فإذا كانت لكل هذه المشاكل تصاحب تدريب المترجم قبل التخرج فماذا عن بعد التخرج؟ إذا تخرج الطالب وقدراته محدودة في الترجمة الشفوية وكفاءته متلكئة في الترجمة المكتوبة فهل سيكون تدريب المترجم من جديد بعد تخرجه مفيدا؟إن تصحيح بسيط فيما يتلقاه المترجم من تدريب قبل التخرج سيكون كفيلاً لحل جزء من هذه المشكلة واقتراحي هو الاهتمام بتدريس الترجمة الشفوية على الوجه الصحيح أو على الأقل النظر في تحسين  طريقة تدريسها  ـ على المدى البعيد ـ فلا يستطيع أحد أن ينكر أهميتها والدليل إن أكثر الخريجين يفضلون العمل كمترجمين شفويين أما عن المادة النظرية مع الترجمات المكتوبة فالحل هو تبسيطها من أجل الفائدة فلا أعتقد أن التضييق على الطالب بمواد نظرية جافة بدون فائدة يرضي أي تدريسي مهتم بتقديم الأفضل.  
مقرر طرائق تدريس الترجمة بأشراف الاستاذ الدكتور كاظم العلي




السبت، 14 مايو 2011

بـيـن طــريـقـة تــدريــس التــرجــمــة وكــفــاءة الـمتـرجــم  
زينب عماد التميمي
طالبة ماجستير في قسم الترجمة:كلية الآداب:جامعة البصرة
  إن كثيراً من أقسامنا العلمية في الجامعات العراقية لا تحمل شعاراً أو على الأقل خطة عمل فيما يخص توظيف المناهج من أجل تخرج دفعات كفؤة وإن ما يتم اختياره من مناهج يتم على أساس مايستطيع الطالب أن يفهمهُ وفي بعض الأحيان ما يستطيع ان يستفيد منه. فإن من وجهه نظر متواضعة لا اعتقد أن بحوزة الجامعات العراقية أي بيانات أو إحصائيات تخص كفاءة الخريجين . وفيما يخص طرق تدريس الترجمة وهو ما سأسلط عليهِ الضوء يشمل من يدرس الترجمة؟ وطريقة التدريس وكذلكَ ما يدرس ايضا.
   إن اختيار المواد الجيدة و بالاستعانة بالخبرات الجيدة لأساتذتنا القديرين لغرض  تدريسها في قسم الترجمة في جامعة البصرة على وجه الخصوص هي جهود تذهب أدراج الرياح باستثناء البعض منها ,ما يجعل من طالب الترجمة بعد تخرجه قادرا على العمل كمترجم بدون أدنى شك، وهذا غير وارد إلا في القلة القليلة. وإذا عدنا إلى أصل المشكلة فإنها ستكون من يجب أن يدرس الترجمة ؟ كما يقول أحد أساتذتنا في قسم الترجمة"إن الأساتذة يدرسون بنواياهم الطيبة".
  من المتعارف عليهِ في دول العالم شئ يطلق عليه كورسات تدريب الأساتذة وهذه الكورسات التدريسية يتلقاها الأساتذة- في بقية دول العالم طبعاً- خارج دولهم في بريطانيا وأستراليا وأمريكا مثلاًَ لأن طرق التدريس في تغير مستمر وإن العلم في تطور أيضا.أي إننا يجب أن نأخذ بنظر الاعتبار ما يدرس في دول أخرى  أجنبية في أقسام الترجمة واللغة الانكليزية وكيفية التدريس من أجل مواكبة كل جديد ولكي لا نبقى في هذه الحلقة المفرغة نلوم بعضنا عما أنجزه الغرب ونحن المتفرجون التعساء الذين ينظرون من بعيد.أنا وقليل ممن يوافقني الرأي نرى إن من الضروري استفتاء الطلبة بين فترة وأخرى حول مدى استفادتهم مما يتعلمون ولتكن هذه الفترة نهاية كل عام دراسي مع عدم تهميش رأي الأساتذة .هذا لا يعني تشتتا في الآراء بل إن القصد من هذا هو التشاور وتقدير فائدة الجماعة وأعني بذلك الطلاب فالجامعة هي مكان لاستفادة الطلبة قبل كل شئ.

مقرر طرائق تدريس الترجمة: بأشراف الأستاذ الدكتور كاظم العلي